- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى
أنواع المشاريع
تتوزع المشاريع عادة بين مسارين مختلفين: المؤسسي و الشعبي، ولكل منهما طريقته في التأسيس وأدواته في الاستمرار. يوضّح مانويل كاستلز في كتابه شبكات الغضب والأمل أن المؤسسات تبني قوتها على رأس المال والإدارة الرسمية، بينما تستمد المبادرات الشعبية قوتها من الثقة المجتمعية والقدرة على بناء روابط اجتماعية متينة. يظهر هذا الاختلاف بوضوح في مجال التقنية، حيث نرى نماذج ناجحة لكلا الجانبين.
المشاريع المؤسسية
في الجانب المؤسسي نجد شركات مثل مايكروسوفت وأوراكل.
هذه الشركات قامت على استثمارات مالية كبيرة، واعتمدت على استقطاب كفاءات عالية وبناء هياكل تنظيمية واضحة.
نجاحها مرتبط بقدرتها على تحويل الموارد المالية والبشرية إلى منتجات وخدمات تحقق النمو.
وكما يؤكد بيتر دراكر: الإدارة هي العنصر الذي يحوّل الموارد إلى نتائج
.
الجانب المؤسسي يقوم إذن على التمويل والإدارة والكوادر المتخصّصة، ويقيس نجاحه بحجم العائدات والتوسع في الأسواق.
المشاريع الشعبية
المشاريع الشعبية تعتمد على مصادر مختلفة للقوة؛ أهمها الرصيد الاجتماعي للمؤسسين، أي المكانة التي يتمتعون بها في المجتمع التقني أو بين جمهورهم. هذه المكانة تخلق بيئة من الثقة تجعل المطورين والجمهور أكثر استعدادًا للانخراط بالمشروع. يضاف إلى ذلك الثقة المتبادلة بين المؤسسين والمطورين والجمهور، وهي التي تجعل المساهمات التطوعية ممكنة وتمنح المشروع طابعًا جماعيًا حقيقيًا. وأخيرًا، يلعب التقدير الاجتماعي والتكريم المتبادل دورًا هامًا: المؤسسون يقدّمون شكرهم للمساهمين، والمطورون يعترفون بمآثر من سبقهم، والجمهور يثمّن الجهود — ما يوفّر طاقة معنوية تدفع المشروع إلى الأمام.
أمثلة تقنية شعبية بارزة:
- لينُكس (Linux): بدأه لينوس تورفالدس عام 1991، وتطور بمساهمات آلاف المبرمجين. قال تورفالدس:
أكثر البرمجيات نجاحًا ليست دائمًا تلك التي تُبنى على المال، بل تلك التي تجد مجتمعًا يؤمن بها
. - بايثون (Python): أسسها جيدو فان روسم وانتشرت بسبب بساطتها وقابلية المجتمع لتطوير مكتباتها. وصف فان روسم فلسفة اللغة بقوله:
جمال اللغة يكمن في سهولتها، والسهولة هي ما يجعل المجتمع يتبناها ويدافع عنها
. - لارافيل (Laravel): ابتكره تايلور أوتويل وانتشر بفضل دعم المجتمع عبر منتديات وشروحات ومساهمات تطوعية، فكان الرصيد الاجتماعي والقدرة على جذب المطورين سببًا رئيسيًا في انتشاره.
كما يقول إريك ريموند في كتابه الكاتدرائية والبازار: "البرمجيات الحرة تزدهر لأنها تدار بروح السوق المفتوح، حيث يشارك الجميع، لا بروح الكاتدرائية المغلقة حيث تتحكم الإدارة المركزية بكل شيء".
الفارق الجوهري
يتضح أن المشاريع المؤسسية تستند إلى رأس المال، والإدارة، والكوادر، بينما المشاريع الشعبية تستند إلى الرصيد الاجتماعي للمؤسسين، والثقة المتبادلة بين جميع الأطراف، والتقدير المتبادل. يقيس الجانب المؤسسي نجاحه بالأرباح والتوسع المؤسسي، بينما يقيس الجانب الشعبي نجاحه بمدى القبول والتأثير في المجتمع.
نحو مشروع شعبي ناجح (ضمن السياق)
إنشاء مشروع شعبي يزدهر عندما يتفاعل المجتمع معه بوصفه استجابة لحاجة حقيقية. أسلوب الإدارة البسيط والشفاف، والرغبة في إظهار التقدير المتبادل بين المؤسسين والمساهمين والجمهور، يترجمان إلى شبكة دعمٍ حقيقية. الرصيد الاجتماعي لدى المؤسسين يسهل بناء جسر ثقة مع المطورين والجمهور، ويجعل من المشاركة مساهمة ذات قيمة. حين يشعر الناس بأن المشروع يعبر عن حاجاتهم وأن مجهوداتهم محل تقدير، يتحول الجمهور من متلقٍ إلى شريكٍ فاعل.
- الحصول على الرابط
- X
- بريد إلكتروني
- التطبيقات الأخرى

تعليقات
إرسال تعليق