قاعدة كود واحدة ورؤى متعددة | One Codebase and Many Visions

جزيرة الإستقرار و قوارب النجاة



 في عالم التقنية والمؤسسات، يظهر نمطان متباينان في طريقة بناء الأنظمة وتطوير المنتجات: "قوارب النجاة" و"جزيرة السعادة".

🔹 قوارب النجاة:
تمثل المؤسسات التي تعمل بشكل منفرد، تبني أنظمتها الخاصة، وتختار تقنيات غير متوافقة مع السوق، وتغلق على نفسها دون تكامل مع الآخرين. هذه المؤسسات تعيد اختراع العجلة، وتُخضع المطورين لتدريب خاص على بيئة مغلقة، وتفرض على العملاء استخدام منتجاتها فقط. فإذا انتقل العميل إلى مؤسسة أخرى، لن يجد ما اعتاد عليه، وكأنه انتقل إلى لعبة جديدة بقواعد مختلفة تمامًا.

🔹 جزيرة الإستقرار:
تمثل البيئة التي تسعى فيها المؤسسات إلى التكامل، وتتبنى معايير مفتوحة، وتوفر تجربة موحدة وسلسة للمطورين والعملاء. مثل المشاهد الذي ينتقل من مباراة إلى أخرى دون الحاجة لتعلم قواعد جديدة، أو اللاعب الذي ينتقل من نادٍ إلى آخر ويستمر في اللعب بنفس الأسلوب. في هذا السياق، يشعر الجميع بالراحة، وتتحقق السعادة من خلال التعاون والتوافق.

🎯 التحديات التي يواجهها العميل والمطور في نموذج "قوارب النجاة":
- العميل يواجه صعوبة في الانتقال بين الخدمات، ويشعر بالعزلة التقنية، مما يؤثر على تجربته ويزيد من التكاليف.
- المطور يضطر لتعلم تقنيات غير مألوفة، مما يستهلك وقته وجهده، ويحد من قدرته على التنقل بين المشاريع أو المؤسسات.

⚙️ أما المؤسسة والشركة، فتعاني من:
- ارتفاع تكاليف التطوير والدعم الفني.
- صعوبة في التوسع أو جذب المواهب.
- انخفاض رضا العملاء بسبب الانغلاق وعدم التوافق.

🏭 وعلى مستوى الصناعة:
- يتسبب هذا الانغلاق في تفكك المعايير، ويبطئ من وتيرة الابتكار الجماعي.

🌱 بداية الحل:
الحل يبدأ من الاعتراف بأن التكامل لا يعني فقدان الهوية، بل هو وسيلة لتعزيزها. يجب أن تتبنى المؤسسات معايير مفتوحة  وتوفر أدوات مستقرة للمطورين، وتبني منتجات قابلة للتكامل مع الآخرين. هذا لا يمنع التميز، بل يضمن أن يكون التميز قابلًا للتوسع والتبني.

✨ الخلاصة:
قوارب النجاة قد تمنح شعورًا بالتحكم، لكنها تخلق عزلة وتحديات طويلة الأمد. أما جزيرة السعادة، فهي حلم التعاون الذي يخدم الجميع: العميل، المطور، المؤسسة، والشركة. الطريق إليها يبدأ من بناء معمار موحد، يحقق التكامل دون أن يقتل الابتكار.

تعليقات