التكامل المأمول في المجال التقني

 

التكامل المأمول في المجال التقني

مراحل تكوين المنتج

تمر عملية تكوين المنتج بعدة مراحل مترابطة:

1. الفكرة
   تنبع من حاجة حقيقية في المجتمع. ويجب أن تكون مرتبطة بقطاع محدد مثل التجارة، المواصلات، التعليم أو غيرها.
2. النموذج الأولي (Prototype)
   غالبًا يرتبط بمرحلة التعليم والتدريب، حيث يتم اختبار صلاحية الفكرة بشكل عملي.
3. المشروع
   يكون في إطار مؤسسة لديها دراسة جدوى وتمويل، وتعمل على تحويل النموذج إلى مشروع فعلي.
4. المنتج
   تحويل المشروع الناجح إلى منتج يخدم شريحة أكبر من المجتمع ويلبّي احتياجاتها.

العامل الأساسي لنجاح المنتج

العنصر الأهم في الوصول إلى مرحلة المنتج هو الفكرة:
- يجب أن تكون نابعة من احتياج واقعي ملموس.
- لا يمكن التأكد من ملاءمتها إلا من خلال خبراء في المجال نفسه (إداريين، تسويقيين، تقنيين).

أهمية الخبراء

وجود خبراء يشرفون على الأفكار أمر ضروري:
- يساعدون في تقييم مدى ارتباط الفكرة بالاحتياجات الحقيقية.
- يسهّلون اختبارها وتطويرها.
- يجب أن يتميز هؤلاء الخبراء بقدرتهم على التأثير الاجتماعي.

طرق الوصول إلى الخبراء:

1. عرض الفكرة عليهم ودعوتهم ليكونوا جزءًا من الإشراف أو مؤسسات اجتماعية وثقافية.
2. تقديم خدمات مجانية لهم كتجربة للفكرة، بحيث يلمسون قيمتها المضافة في أنشطتهم الحالية.

القيمة المضافة

حتى لو كانت الأنظمة الحالية بسيطة وتحتاج لتطوير، فإن القيمة الحقيقية تكمن في:
- قدرة هذه المؤسسات على أن تكون جسرًا لانتشار الفكرة والنموذج.
- تعزيز ثقة المجتمع في المنتج الجديد.

مثال: مطبعة بولاق

عندما استقدم محمد علي باشا المطبعة من أوروبا في عشرينيات القرن التاسع عشر، لم يكتفِ باستخدامها داخليًا، بل قدّم مطبوعاتها كهدايا للعلماء والوجهاء، وأرسل بعضها إلى دول مجاورة.

هذا النهج جعل النخب والمجتمع يثقون بالمنتج الجديد (الكتاب المطبوع)، وارتفع الطلب تدريجيًا على المطبوعات بدل الاعتماد على المخطوطات.

النتيجة:
أدى هذا الأسلوب إلى انتشار الطباعة والنشر بسرعة، وتوسّع الصناعة في مصر والمنطقة، مما جعل مطبعة بولاق نواةً لحركة معرفية وثقافية كان لها أثر اقتصادي واجتماعي عميق.